رسائل
طارق الصيرفي
1 –-
إِلى طِفلٍ
اِكبَرْ قَليلاً
يا بُنَيَّ ، اكبَرْ قَليلا
وَاحمِلْ بِصَدرِكَ مُصحَفاً
وَاحمِلْ سِلاحاً في يَمينِكَ..
وَازرَعِ الأَلغامَ في الأَرضِ الطَّهورةِ ، وَالنَّخيلا
لا تَبْتَئِسْ ، إِن كان هذا الليلُ..
يا وَلَدي طَويلا
سَيَعودُ مَهزوماً ذَليلا
فَاحمِلْ سِلاحَكَ..
إِن أَتَيتُكَ عاشِقاً..
أو عُدتُ يا وَلدي قَتيلا
اِكبرْ قَليلا..
2
–- إِلى شَهيدٍ
عَيناكَ راحِلَتانِ في صَمْتٍ..
وَهذا الأُفْقُ قَبرٌ ضَيِّقٌ..
فَانْهَضْ ، وَلا تُخفِضْ عَلى عَينيكَ رَمشَكْ
الليلُ خانَكَ ، وَالنَّهارُ المُرُّ غَشَّكْ
ضَمِّدْ جِراحَكَ كُلَّها
وَاجْعلْ مِنَ الزَّيتونِ جَيشَكْ..
وَاهتِفْ مَعي ..
وَاحمِلْ عَلى كَتِفَيكَ نَعشَكْ
وَارحَلْ أَميراً..
وَابْنِ فَوقَ الشَّمسِ عَرشَكْ
3 –
إِلى القُدْسِ
لا تَحزَني يا قُدْسُ ، إِنَّا قادِمونْ
يا قِبلَةَ القَلبِ المُتَيَّمِ وَالعُيونْ
نَشتاقُ لِلأَقصى وَلِلسَّاحاتِ..
لِلزَّيتونِ.. لِلأَرضِ الحَنونْ
نَشتاقُ..
نَحْملُ حُبَّكِ الغالي بِقَلبِ القَلْبِ ،
يا مولاتِيَ الأُولى..
نُحِبُّكِ كي نَكونْ
يا قُدسُ وَحَّدْنا لَديْكِ قلوبَنا..
يا قُدسُ إِنَّا عاشِقونْ .
4 –
إِلى أُمِّي
عَيناكِ ناعِسَتانِ يا أُمِّي..
وَقَلبي هَدَّهُ التَّعَبُ
لا تَحزَني ، لا تَحزَني
إِنْ قَيَّدوني بِالسَّلاسِلِ..
أَو صُلِبْتُ عَلى الجِّدارِ..
وَخانَني العَرَبُ
سَيَجيءُ أَبنائي وَأَحفادي..
بِأُغْنِيَةٍ تُضيءُ طَريقَهُم
لِلقدسِ تَنتَسِبُ
وَسَيحمِلونَ الأَرضَ فَوقَ جِباهِهِمْ..
وَالقُدسُ تَفتَحُ قَلبَها شَوقاً..
وَتَصرُخُ : يا حَمامَ مَآذِني اقْتَرِبوا
5 –
إِلى حَبيبَتي
لا تَعذُليني إِنْ نَسيتُ كَلامَ أَهلِ الحُبِّ
مِنْ قِيلٍ وَقالْ
وَنَسيتُ أَنْ أُهدي إِلى عَينيكِ نَرجِسَةً..
وَأَربِطَ شَعرَكِ العَربيَّ سَيدتي بِشالْ
ما عادَ يُجدي ما نَلوكُ..
مِنَ الخِطابَةِ وَالمَقالْ
قَلَمي ، وَداعاً…
وَاعذُريني إِن تَركْتُ قَصائدي
وَحَملتُ رَشَّاشي ، وَطِرْتُ إِلى القِتالْ
أَحَبيبَتي…
لا تَحزَني…
إِنْ عُدتُ يَوماً فَوقَ أَكتافِ الرِّجالْ
فَدَمي يُغَطِّي العَالَمَ العَرَبِيَّ ،
مِنْ أَقصى المُحيطِ إِلى الخَليجِ..
مِنَ الجَنوبِ إِلى الشَّمالْ
6 –
إِلى عَدُوٍّ
ماذا تُريدْ ؟
أَتُريدُ نَفيي مِن دَمي ؟
وَدَمي نَشيدْ
ماذا تُريدْ ؟
أَتُريدُ صَلبي مَرَّةً أُخرى ؟
لِماذا ؟
كَيْ تُعيدْ ؟
ماذا تُعيدْ ؟
أَتُعيدُ مَجدَكَ فَوقَ قَلبي ؟
أَم تُريدُ عِبادَةَ العِجْلِ المُذَهَّبِ ؟
سَوفَ نَحرِقُهُ وُنَنْسِفُهُ..
وَنَنهَضُ مِنْ جَديدْ
فَاحمِلْ بَقاياكَ الغَريبَةَ عَنْ دَمي
وَارحَلْ إِلى الأُفُقِ البَعيدْ
******